والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء،
حيث تنشط الأحاسيس وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل
صحيح.
أردت أن أنصرف، فاستوقفني، وقال:
وزيادة على ذلك كله، فإن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف إلى إحداث
انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة.
وهذه الانعكاسات إذا حصلت ـ بشكل
شديد ومفاجىء ـ قد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة لتوجيه ضربتها
القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء.
أردت أن أنصرف، فعاد واستوقفني،
وقال: زيادة على ذلك، فإن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفاً خطيرة على سلامة
جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء أن قرحات المعدة تكثر
في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95
بالمائة من حالات الإصابة بالقرحة.
زيادة على هذا، فإن عملية
التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة
إلى المعدة محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي،
وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام وشرابه.
بقيت متوقفا بعد انتهائه خشية أن
يردني، فقال: انصرف الآن.. فقد أخذت بعض ما يكفي لتفهم سر هذا النهي النبوي.
قلت: لا.. لقد أخذت كثيرا، فجزاك
الله عني خيرا.
قال: لا.. لم نتوصل إلا للقليل..
فلا يمكن أن تحصر عقولنا الضعيفة، ومخابرنا الضيقة أسرار الهدي النبوي.