قال: هذه الهيئة أنفع هيئات الأكل، لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها
الطبيعي، فالجهاز الهضمي يحتاج إلى كمية كبيرة من الدم ليستطيع القيام بما يلزمها
لاستقبال الطعام الوارد والتهيؤ لهضمه، لذا كان الإجراء الطبي الصحيح لذلك وجوب
الجلوس وثني الساقين تحت الجسم لحصر الدم في منطقة الجهاز الهضمي، مع جعل الساق
اليسرى منثنية واليمنى مرتكزة على القدم لجعل المعدة حرة طليقة بعيدة عن أي ضغط
مسلط باتجاهها من الخارج.. وهذه أصح حالة لعمل الجهاز الهضمي.
قلت: والاتكاء؟!
قال: الاتكاء يسبب التشنج والاضطرابات والتقلص في عضلات البطن، فلا
تستطيع المعدة استقبال الطعام بشكل صحيح.. ولأن المعدة تكون بوضعها الصحيح في حالة
انتصاب الجذع وارتكازه على الأرض دون لجوئه إلى الارتكاز الجانبي في حالة الاتكاء.
بالإضافة على هذا، فإن الاتكاء
يؤدي إلى انبساط المعدة، فتزيد قابليتها لأخذ الطعام والمزيد منه، أما الإقعاء
بنصب الساقين أو أحدهما فمما يضيق حيز المعدة ويقلل اتساعها مما يؤدي بها إلى الامتلاء
بمقدار أقل من الطعام حيث يشعر المرء بالشبع بآلية انعكاسية، فيقل مطعمه ولا يصاب
بالتخمة.
الشرب والأكل وافقاً:
اقتربنا من آخر، فرأيته يمد يده إلى الماء ليشرب، وهو واقف، فيسارع
المرشد، ليمنعه من ذلك، ويقول له: لقد زجر النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الشرب قائماً[1]، بل تشدد في ذلك، فقال:(لا
يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقئ)[2]