زيادة على ذلك، فإن التثاؤب قد يضر بالبدن، لأن الهواء غير المصفى قد
يحمل معه إلى البدن الجراثيم والهوام، لذا أمر a برد التثاؤب قدر المستطاع، أو سد الفم
براحة اليد اليمنى، أو بظهر اليد اليسرى هو التدبير الصحي الأمثل[1].
قلت: أليس في ارتباط التثاؤب بالكسل علة أخرى للكراهية؟
قال: هذا صحيح، حتى أن التثاؤب عند أهل اللغة من تثاءب وتثأب، أي
أصابه كسل وفترة كفترة النعاس... ولهذا يفسر علماء النفس التثاؤب على أنه دليل على
الصراع بين النفس وفعالياتها من جهة، وبين الجسد وحاجته إلى النوم من جهة أخرى..
وهو من الناحية الطبية فعل منعكس من أفعال التنفس، وهو دليل على الكسل والخمول[2].
قلت: وزيادة على ما ذكرت، فإن مظهر المتثائب، وهو يكشف عن فمه مفتوحا
مما يثير الاشمئزاز في نفس الناظر.
قال: صدقت، ولهذا كان في هذا الهدي النبوي صحة جسدية، ومناعة نفسية،
ومصلحة اجتماعية.. وكذلك الحال في كل هدي نبوي.
الاتكاء عند الأكل:
اقتربنا من آخر، فرأيته يمد يده إلى الأكل، وهو متكئ، فيسارع المرشد،
ليمنعه من ذلك، ويقول له: لقد نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الاتكاء[3] عند الأكل، وقال:(آكل كما يأكل
العبد)، ولهذا كان a يأكل، وهومقع[4].
قلت: لم؟ ما سر ذلك؟
[1] د. عبد الرزاق الكيلاني: الحقائق الطبية في الإسلام .
[2] د. غياث الأحمد: الطب النبوي في ضوء العلم الحديث .
[3] فسر الاتكاء بالتربع، وفسر بالاتكاء على الشيء وهو الاعتماد عليه، وفسر
بالاتكاء على الجنب.
[4] الإقعاء هو أن يجلس للأكل متوركاً على ركبتيه ويضع بطن قدمه
اليسرى على ظهر القدم اليمنى.