بشيء من ذلك، لذا علمنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الأدب في أن نضع يدنا أو منديلاً على
فمنا عند العطاس لمنع وصول رذاذه إلى الغير، وفي ذلك غاية الأدب ومنتهى الحكمة.
التثاؤب:
اقتربنا من آخر، فرأيته يتثاءب، فيسارع المرشد، ليضع يده على فمه،
ويقول له: لقد أخبر a أن التثاؤب من الشيطان، فقال:(..
وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم
إذا تثاءب ضحك منه الشيطان)[1]، وقال a:(العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان،
فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، وإذا قال: آه آه، فإن الشيطان يضحك من جوفه
وإن الله عز وجل يحب العطاس ويكره التثاؤب)[2]
قلت: ما سر كراهية التثاؤب؟
قال: ما التثاؤب؟
قلت: ألا تعرفه؟.. قد كنت الآن تذكره..
قال: فما هو؟
قلت: إنه شهيق عميق يجري عن طريق الفم، فيدخل الهواء إلى الرئتين.
قال: لقد أجبت نفسك.
قلت: أجبت نفسي؟! ماذا قلت؟
قال: الأصل في الهواء أن يدخل إلى الرئتين عن طريق الأنف، ليتعرض
للتصفية، فإذا دخل من غير ذلك الطريق كان فيه أذى، وكان في نفس الوقت دليلا على
حاجة الدماغ إلى الأوكسجين والغذاء، وعلى تقصير الجهاز التنفسي في تقديم ذلك إلى
الدماغ خاصة وإلى الجسم عامة، وهذا ما يحدث عند النعاس وعند الإغماء.