قال: إذا دخل الجسم الغريب عن طريق الفم، ووصل إلى القصبة الهوئية، فإن
ذلك ينبه الجهاز التنفسي محدثاً السعال لصد الخطر وطرد الجسم الغريب الداخل إلى
المجرى التنفسي، ولا يحدث العطاس إلا حين دخول المواد المؤذية عن طريق الأنف.
قلت: ولكن لماذا لم لم يشرع الحمد عند السعال، وشرع فقط عند العطاس؟
قال: هناك فرق كبير بينهما، فالسعال لا يؤثر على الدماغ، ولا يحدث
العطاس.. ولا يزال العلماء حتى اليوم يقفون حائرين أمام هذا السر المبهم، ولا
يزالون عاجزين عن إيجاد أي تعليل علمي عن آلية توليد العطاس لذلك الشعور بالارتياح
في الدماغ وخفة الرأس وانشراح النفس.
قلت: فلم أمرنا بتشميت العاطس؟ ولم خص ذلك بطلب الرحمة له؟
قال: هذا يذكرنا بأهمية العطاس للبدن، فأمره a بتشميت العاطس يوحي بأن هناك خطراً
متوقعاً، فجاء العطاس، فطرد العدو المهاجم وانتصر عليه وأبقى صاحبه معافى.
قلت: ولكن العاطس قد ينقل العدوى لغيره بعطاسه، فكيف يكون رحمة؟
قال: لقد نبهت السنة المطهرة إلى الآداب التي تحفظ هذه الناحية، فقد
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على
فمه، وخفض، أو غض من صوته.
قلت: من السنة ـ إذن ـ أن يضع العاطس يده على فمه؟
قال: نعم، وذلك ليمنع من وصول الرذاذ إلى غيره، وهو من الآداب
الرفيعة التي تتفق مع مبادئ الصحة، ذلك أنه يندفع رذاذ العطاس إلى مسافة بعيدة
يمكن أن يصل معها إلى الجالسين مع العاطس، أو أن يصل إلى طعام أو إلى شراب قريب
منه، وهذا يمكن أن ينقل العدوى بمرض ما، كالزكام، إن كان العاطس مصاباً به، وليس
من خلق المسلم أن يتسبب