وقد روي أن رجلين عطسا عند النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر، فقال الذي
لم يشمته: عطس فلان فشمته وعطست فلم تشمتني؟ فقال:(هذا حمد اللَّه، وإنك لم تحمد
اللَّه)[1]
عجب ذلك الرجل من موقفي، فالتفت إلى المرشد، فقال له: تريد أن تعرف
سر حمد الله عند العطاس؟
قال: أجل.. لا إنكارا له.. ولكن ليطمئن قلبي.. أليس البحث عن طمأنية
القلب سنة من سنن المرسلين، وهدي من هديهم؟
استحييت منه، فقلت: اعذرني، كنت أتصورك تنكر ذلك.
قال: لا تثريب عليك.. فما أجمل أن نغير على سنة المصطفى a.
قال المرشد: الحمد لا يكون إلا على نعمة، والعطاس نعمة من نعم الله،
فهو[2] وسيلة دفاعية دماغية هامة
لتخليص المسالك التنفسية من الشوائب، ومن أي جسم غريب يدخل إليها عن طريق الأنف،
فهو بذلك الحارس الأمين الذي يمنع ذلك الجسم الغريب من الاستمرار في الولوج داخل
القصبة الهوائية.
قلت: كيف ذلك؟
قال: إن مجرد ملامسة الجسم الغريب لبطانة الأنف، سواء كان حشرة ضارة
أو ذات مهيجة وغيرها، فإن بطانة الأنف تتنبه بسرعة عجيبة آمرة الحجاب الحاجز بصنع
شهيق عميق لا إرادي يتبعه زفير عنيف.. والذي هو العطاس.. عن طريق الأنف لطرد
الداخل الخطير ومنعه
[2] د. إبراهيم الراوي: مقالته أثر العطاس على الدماغ مجلة
حضارة الإسلام المجلد 20 العدد 5/6 لعام 1979، وانظر: الهدي النبوي في العطاس
والتثاؤب، بقلم الدكتور محمد نزار الدقر.