دخلنا القاعة، فرأينا الناس فيها مثنى مثنى، على غير عهدنا في سائر
القاعات، فسألت المعلم عن ذلك، فقال: هؤلاء الذين تراهم أصحاء ومرضى جلسوا في هذه
القاعة، وهي القاعة الظاهرة من هذا القسم، ليتدربوا على بعض مبادئ الآداب التي
وردت بها النبوة.
قلت: الآداب تدرس في المساجد لا في المستشفيات.
قال: آداب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
تدرس ويتدرب عليها في كل المحلات، وهنا في هذا المستشفى يتدرب على الآداب التي لها
علاقة بالصحة.
العطاس:
اقتربنا من أحدهم، فرأيته يعطس، فقال له مرشده: قل: الحمد لله.
قال: الحمد لله.. ولكن لم؟
أغضبني هذا الموقف، وصحت فيه: كيف تجرؤ على هذا السؤال.. هذا هدي من
هدي النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ألم تسمع قوله a:(إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل
له أخوه أو صاحبه: يرحمك اللَّه؛ فإذا قال له يرحمك اللَّه فليقل: يهديكم اللَّه
ويصلح بالكم)[1]
بل اشتد في ذلك، فقال:(إذا عطس أحدكم فحمد اللَّه فشمتوه، فإن لم
يحمد اللَّه فلا تشمتوه)[2]