اسم الکتاب : مجزرة بني قريظة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 92
عطاء، فإذا صار رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه،
يمنعكم من ذلك المخافة والفقر، ألا وان رحى الايمان دائرة، وان رحى الا سلام
دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور، ألا وان السلطان والكتاب سيفترقان ألا فلا
تفارقوا الكتاب، ألا انه سيكون عليكم أمراء ان أطعتموهم أضلوكم، وان عصيتموهم
قتلوكم)، قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله؟ قال: (كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم حملوا
على الخشب ونشروا بالمناشير، موت في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله)[1]
وأخبر a أن
البغي لن يكون فقط في الجانب السياسي، وإنما سيمتد إلى الجانب الديني، وأن السلطات
الظالمة، ستقرب من يخدمها في هذا الجانب، ليؤدي دوره في الثورة المضادة للدين، بل
اعتبر a أن البغي المرتبط برجال
الدين أخطر من البغي المرتبط برجال السياسة؛ ففي الحديث قال a: (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلون)[2]
وأخبر a عن الوسيلة التي يستعملها الأئمة
البغاة لتحقيق ثورتهم المضادة على الدين، وهي تأويل القرآن، وتحريف معانيه لتنسجم
مع مطالب السياسيين، وتحول الرعية إلى ذلك الشكل الذي حولها إليه فرعون، كما قال
تعالى عنه: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا
فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف: 54]
وقد ورد في الحديث ما يشير إلى هذا، فعن أبي سعيد الخدري قال: كنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فانقطعت نعله، فتخلف علي يخصفها، فمشى قليلا ثم قال: (إن منكم من يقاتل
على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله)، فقال أبو بكر: أنا، قال: (لا)، قال عمر:
أنا، قال: (لا
[1] رواه الطبراني في المعجم، 20/90، مجمع
الزوائد، 5/228.