وفي حديث آخر عن أبي أيوب قال: (أمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)[2]
وكل هذه الفئات جمعها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في اسم واحد هو اسم [الفئة الباغية]، فقد روي أن رسول
الله a قال: (ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، ويدعوهم الى
الله ويدعونه الى النار)[3]
ورد على الذين ينهون عن البحث في التحريفات التي حصلت في
الدين، أو الذين كسروا سيوفهم وأقلامهم حتى لا يشاركوا في معارك التأويل، بتبشيره
لعمار بن ياسر بأن الذي يقتله ليس بغاة التنزيل، وإنما بغاة التأويل، فقال: (أبشر
عمار، تقتلك الفئة الباغية)[4]، وفي
ذلك تنبيه للقاعدين الذين قعدوا عن نصرة التنزيل وقيمه النبيلة بحجة الهرب من
الفتنة، مع أن الفتنة في تحريف الدين، وتمكين المستبدين.
بناء على هذا نحاول في هذا الفصل بيان دور الفئة الباغية
بفرعيها من العلماء والسياسيين في نشر أمثال تلك الروايات، وتوفير البيئة المناسبة
لتقبلها، وتقبل القيم المرتبطة بها، وذلك من خلال تتبع المراحل التي مرت بها تلك
[1] خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب، النسائي، أحمد بن شعيب، تحقيق: محمد هادي أميني، مكتبة نينوى الحديثة، د.ت. (ص
29)، صحيح ابن حبّان، محمّد بن حبّان التميميّ، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1414هـ، (2207)،
وأحمد (3 / 33 و82)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن
أحمد الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية. (1 / 67)، والحاكم (3
/122 - 123)، وقال: صحيح على شرط الشيخين.
[2] رواه البزار [3270] ، وابن عدي في
الكامل [2/ 636] ، [7/ 209] ، [4326].
[3] رواه أحمد [5/ 306] ، ومسلم [9/ 226]
، [70/ 71/ 2915] ، والنسائي في الكبرى [5/ 156] ، كتاب الخصائص: حديث [8548] ،
وابن سعد [3/ 191] وغيرهم.