اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 94
يشير إلى ذلك القرآن الكريم.
وقد أقر ابن كثير أن كل ذلك أو أكثره مروي
عن أهل الكتاب، فقد ساق حديثا يرفعونه إلى رسول الله a، وهو (مكث نوحٌ عليه
السلام في قومه ألف سنة ـ يعني إلا خمسين عاما ـ وغرس مائة سنة الشجر، فعظمت وذهبت
كل مذهب، ثم قطعها ثم جعلها سفينة، ويمرون عليه ويسخرون منه، ويقولون: تعمل سفينة
في البر كيف تجري؟ قال: سوف تعلمون.. فلما فرغ ونبع الماء وصار السكك خشيت أم
الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلثه، فلما بلغها
الماء خرجت به حتى استوت على الجبل، فلما بلغ الماء رقبتها رفعته بيديها فغرقا،
فلو رحم الله منهم أحدا لرحم أم الصبى!)[1]
ثم علق عليه بقوله: (وهذا حديثٌ غريبٌ، وقد
روي عن كعب الأحبار ومجاهد وغير واحد، شبيهٌ لهذه القصة، وأحرى بهذا الحديث أن
يكون موقوفا متلقى عن مثل كعب الأحبار)[2]
ومثل ذلك ما ورد من
التفاصيل المرتبطة بأولاده والأنساب المتعلقة بها، وكلها مما لا دليل عليه، وللأسف
فإن علم الأنساب قائم عليها، مع عدم وجود ما يدل عليها من المصادر المعصومة
الموثوقة.
ومن الأمثلة عنها ما عبر عنه ابن كثير
بقوله: (وأما امرأة نوح وهي أم أولاده كلهم: وهم حامٌ وسامٌ، ويافث، ويام، ويسميه
أهل الكتاب كنعان وهو الذي قد غرق، وعابر،
[1] رواه بن جرير وابن أبى حاتم في تقسيريهما من طريق يعقوب بن محمد
الزهري، عن قائد مولى عبد الله ابن أبي رافع، أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي
ربيعة أخبره أن عائشة أم المؤمنين، أخبرته. وساق الحديث، قصص الأنبياء لابن كثير،
1/105.