اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85
وإما أن أخبرهم فقال: يا روح الله لا
تفعل فإني أخاف إن سبقتني بهن أن يخسف بي أو أعذب قال: فجمع بني إسرائيل في بيت
المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال: إن الله عز وجل أوحى
إلي بخمس كلمات وأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولهن: أن لا يشركوا بالله شيئا
فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه
دارا فقال: اعمل وارفع إلي فجعل العبد يرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده
كذلك؟ فإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا
تلتفتوا فإن الله عز وجل يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت، وأمركم بالصيام،
ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك فكلهم يحب أن يجد ريحها، وخلوف فم الصائم
عند الله أطيب من ريح المسك، وأمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو
فأوثقوه إلى عنقه أو قربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول لهم: هل لكم أن أفدي نفسي منكم
فجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه، وأمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل
طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو
من الشيطان إلا بذكر الله)[1]
[الحديث: 179]
قال الإمام الصادق: (بكى يحيى بن زكريا عليه السلام كثيرا، فقال له أبوه: يا بني..
إني سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقرّ عيني بك، فقال: يا أبت.. إنّ على نيران ربنا
مهالك لا يجوزها إلا البكّاؤون من خشية الله عزّ وجلّ، وأتخوّف أن آتيها فأزلّ
منها، فبكى زكريا عليه السلام)[2]