اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
الشاب: أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت، فقال: ربه أحقّ به
مني، فمَن أنت؟.. قال: أنا ملك الموت، قال: وفيما جئت؟.. قال: جئت لأقبض روحك،
قال: امض لما أُمرت به فهذا يوم سروري، وأبى الله عزّ وجلّ أن يكون لي سرورٌ دون
لقائه، فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه.. فبقي سليمان عليه السلام متكئا
على عصاه وهو ميّت ما شاء الله، والناس ينظرون إليه وهم يقدّرون أنه حيّ، فافتتنوا
فيه واختلفوا، فمنهم من قال: إنّ سليمان عليه السلام قد بقي متكئا على عصاه هذه
الأيام الكثيرة، ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، إنه لربنا الذي يجب علينا أن
نعبده، وقال قومٌ: إنّ سليمان عليه السلام ساحرٌ، وإنه يرينا أنه واقفٌ متكئٌ على
عصاه، يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون: إنّ سليمان هو عبد الله ونبيه يدبّر
الله أمره بما شاء، فلما اختلفوا بعث الله عزّ وجلّ الأرضة، فدبّت في عصاه، فلما
أكلت جوفها انكسرت العصا وخرّ سليمان عليه السلام من قصره على وجهه)[1]
[الحديث: 176] سئل الإمام الكاظم: أيجوز أن يكون نبي الله عزّ وجلّ بخيلا؟.. فقال: (لا)،
فقيل له: فقول سليمان: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ [ص: 35]، ما وجهه ومعناه؟.. فقال: (المُلك
مُلكان: ملكٌ مأخوذٌ بالغلبة والجور وإجبار الناس، وملكٌ مأخوذٌ من قِبَل الله
تعالى ذكره، كملك آل إبراهيم، وملك طالوت، وملك ذي القرنين، فقال سليمان عليه
السلام: ﴿هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾
[ص: 35] أن يقول: إنه مأخوذٌ بالغلبة والجور وإجبار الناس، فسخّر الله عزّ وجلّ له
الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا، وسخّر الله عزّ
وجلّ