اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
وبقره مكانا للشتاء فسمع شهادة أن لا إله
إلّا اللّه فتبع الصوت حتى أتاه فقال: يا عبد اللّه من أنت؟ أنا في هذه البلاد مذ
ما شاء اللّه ما رأيت أحدا يوحد اللّه غيرك.. قال: أنا رجل كنت في سفينة قد غرقت،
فنجوت على لوح فأنا ههنا في جزيرة.. قال: فمن أي شيء معاشك؟.. قال: أجمع هذه
الثمار في الصيف للشتاء.. قال: انطلق حتى تريني مكانك.. قال: لا تستطيع ذلك، لأن
بيني وبينها ماء بحر.. قال: فكيف تصنع أنت؟.. قال: أمشي عليه حتى أبلغ.. قال: أرجو
الذي أعانك أن يعينني.. فانطلق، فأخذ الرجل يمشي وإبراهيم يتبعه، فلما بلغا الماء
أخذ الرجل ينظر إلى إبراهيم ساعة بعد ساعة وإبراهيم يتعجب منه حتى عبرا، فأتى به
كهفا.. فقال: ههنا مكاني.. قال: فلو دعوت اللّه وأمّنت أنا.. قال: أما إني أستحيي
من ربي ولكن ادع أنت وأؤمّن أنا.. قال: وما حياؤك؟.. قال: أتيت الموضع الذي رأيتني
فيه، فرأيت غلاما أجمل الناس، كأن خديه صفحتا ذهب، له ذؤابة، مع غنم وبقر كأن
عليهما الدهن.. فقلت: من أنت؟.. قال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن، فسألت
اللّه أن يريني إبراهيم منذ ثلاثة أشهر، وقد أبطأ عليّ.. قال: فأنا إبراهيم خليل
الرحمن فاعتنقا)[1]
[الحديث: 105]
قال الإمام الصادق: (إنما
اتخذ الله إبراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا، ولم يسأل أحدا قط غير الله عز وجل)[2]
[الحديث: 106] قال الإمام الصادق: (إنما اتخذ الله إبراهيم
خليلا لانه لم يرد أحدا،