اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
تعال فسلها، فعاد فسألها فلم تجبه، فقالوا:
إنما أراد صالح أن تجيبه وتكلمه بالجواب، فقال: يا قوم هو ذا ترون قد ذهب النهار
ولا أرى آلهتكم تجيبني، فاسألوني حتى أدعو إلهي فيجيبكم الساعة؛ فانتدب له سبعون
رجلا من كبرائهم وعظمائهم والمنظور إليهم منهم فقالوا: يا صالح نحن نسألك، قال: فكل
هؤلاء يرضون بكم؟ قالوا: نعم فإن أجابوك هؤلاء أجبناك، قالوا: يا صالح نحن نسألك
فإن أجابك ربك اتبعناك وأجبناك وتابعك جميع أهل قريتنا، فقال لهم صالح: سلوني ما
شئتم، فقالوا: انطلق بنا إلى هذا الجبل ـ وجبل قريب ـ منه حتى نسألك عنده، قال: فانطلق
وانطلقوا معه فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح اسأل ربك أن يخرج لنا الساعة
من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء، قال: قد سألتموني شيئا يعظم علي ويهون
على ربي، فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول لما سمعوا صوته، واضطرب
الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاص ثم لم يفجأهم إلا ورأسها قد طلع عليهم من ذلك
الصدع، فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج سائر جسدها ثم استوت على الارض قائمة، فلما
رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك! فسله أن يخرج لنا فصيلها، قال: فسأل
الله تعالى ذلك فرمت به فدب حولها، فقال: يا قوم أبقي شئ؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى
قومنا نخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد
منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر، وثبت الستة وقالوا: الحق ما رأينا، قال: فكثر
كلام القوم ورجعوا مكذبين إلا الستة ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها)[1]