وهذا لا يعني اقتصار المعنى على ذلك؛
فالآية الكريمة تذكر الشهادة على الناس جميعا، وليس على قوم نوح عليه السلام وغيره
فقط، وقد شرحنا معنى الشهادة ووظيفة الأمة المرتبطة بها في كتاب [النبي الهادي]،
وغيره.
[الحديث: 80] عن ابن عمر قال: قام رسول الله a في
الناس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال فقال: (إني لأنذركموه، وما من
نبي إلا وقد أنذره قومه.. لقد أنذره نوحٌ قومه)[2]
[الحديث: 81] قال الإمام الباقر: (مكث نوح عليه السلام في
قومه يدعوهم إلى الله سرّاً وعلانية، فلمّا عتوا وأبوا قال: ربّ ﴿أَنِّي
مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ [القمر: 10] فأوحى الله تعالى إليه أن اصنع الفلك،
وأمره بغرس النّوى، فمّر عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد غراساً
حتّى إذا طال وصار طوالاً قطعه ونجره، فقالوا قد قعد نجّاراً، ثمّ ألّفه فجعله
سفينة، فمرّوا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد ملاّحاً في أرض فلاة
حتّى فرغ منها)[3]
[الحديث: 82] قال الإمام الباقر في تفسير قوله تعالى: ﴿ذُرِّيَّةَ
مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ [الإسراء: 3]:
(إن نوحا كان إذا أصبح وأمسى قال: « اللهم إني اشهدك