[الحديث: 440]
قال رسول الله a: (لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، فقلت لجبريل:
ما هذه الرائحة؟.. قال: هذه ماشطة آل فرعون وأولادها، كانت تمشطها فوقعت المشطة من
يدها فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟.. فقالت: لا، بل ربي وربك ورب أبيك،
فقالت: لأخبرن بذلك أبي، فقالت: نعم، فأخبرته فدعا بها وبولدها وقال: من ربك؟..
فقالت: إن ربي وربك الله، فأمر بتنور من نحاس فاحمي فدعا بها وبولدها، فقالت: إن
لي إليك حاجة، قال: وما هي؟.. قالت: تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها.. قال: ذاك لك
لما لك علينا من حق، فأمر بأولادها فألقوا واحدا واحدا في التنور حتى كان آخر
ولدها وكان صبيا مرضعا، فقال: إصبري يا أماه إنك على الحق، فألقيت في التنور مع
ولدها.
وأما امرأة فرعون آسية فكانت من بني إسرائيل، وكانت مؤمنة
مخلصة، وكانت تعبد الله سرا، وكانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل، فعاينت
حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير، فزادت يقينا
وإخلاصا وتصديقا، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها، فقالت: الويل
لك يا فرعون.. ما أجرأك على الله جل وعلا؟..
فقال لها: لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك، فقالت: ما
اعتراني جنون، لكن آمنت بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين، فدعا فرعون أمها فقال
لها: إن ابنتك أخذها الجنون، فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى، فخلت بها
أمها فسألتها موافقة فرعون فيما أراد، فأبت وقالت: أما أن أكفر بالله فلا والله لا
أفعل ذلك أبدا، فأمر بها فرعون