اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 370
حتى مدت بين أربعة أوتاد، ثم لازالت تعذب حتى ماتت)[1]
[الحديث: 441] قال رسول الله a
في القصة المعروفة بـ [قصة أصحاب الأخدود]: (كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له
ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه
غلاما يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه، فكان إذا أتى
الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال:
إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك، فقل: حبسني الساحر، فبينما هو
كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل، أم
الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر
فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها، فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب
فأخبره، فقال له [الراهب]: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، وقد بلغ من أمرك ما أرى،
وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس
من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك ـ كان قد عمي ـ فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما
هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني، قال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله عز وجل، فإن
آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن به، فشفاه الله، فأتى الملك، فجلس إليه كما كان
يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟، قال: ربي
وربك [الله]، فأخذه، فلم يزل يعذبه، حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له
الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل؟ قال: فقال:
إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه، فلم يزل يعذبه، حتى