اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 366
الدابة، فركبا معا فاجتازا على جماعة فقالوا: ما في قلب هذين
الراكبين رحمة، ولا عندهم من الله خير، يركبان معا الدابة يقطعان ظهرها ويحملانها
ما لا تطيق، لو كان قد ركب واحد ومشى واحد كان أصلح وأجود، فقال: سمعتَ؟.. فقال:
نعم.. فقال: هات حتى نترك الدابة تمشي خالية من ركوبنا، فساقا الدابة بين أيديهما
وهما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين، يتركان دابة
فارغة تمشي بغير راكب ويمشيان.. وذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ما كان، فقال
لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلةً لمحتال؟.. فلا تلتفت إليهم، واشتغل برضى الله جل
جلاله، ففيه شغل شاغل، وسعادة وإقبال في الدنيا، ويوم الحساب والسؤال)[1]
[الأثر: 448]روي
أن لقمان عليه السلام قال لابنه: (يا بني اختر المجالس
على عينيك، فإن رأيت قوما يذكرون اللّه عز وجل فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك
علمك ويزيدونك علما، وإن كنت جاهلا علموك، ولعل اللّه أن يصلهم برحمة فتعمك معهم،
وإذا رأيت قوما لا يذكرون اللّه فلا تجلس معهم فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك،
وإن تك جاهلا يزيدونك جهلا، ولعل اللّه أن يصلهم بعقوبة فتعمك معهم)[2]
[الأثر: 449]روي
أن لقمان عليه السلام قال لابنه: (يا بني جالس العلماء،
وزاحمهم بركبتك، فإن اللّه عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل
السماء)[3]
[الأثر: 450]روي
أن لقمان عليه السلام قال لابنه: (أي بني صاحب العلماء