اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 365
[الأثر: 445] يروى
أن لقمان عليه السلام قال لابنه:
(يا بني، تعلمت سبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعا
ومر معي إلى الجنة: احكم سفينتك فإن بحرك عميق، وخفف حملك فإن
العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير)[1]
[الأثر: 446] يروى
أن لقمان عليه السلام قال لابنه:
(يا بني، إن افتقرت يومك فاجعل فقرك بينك وبين الله، ولا تحدّث الناس
بفقرك فتهون عليهم.. يا بني، من لا يُسخط نفسه لا يُرضى ربه، ومن لا يكظم غيظه
يشمت عدوه)[2]
[الأثر: 447] يروى أن لقمان عليه السلام
قال لابنه: (يا بني، لا تعلّق قلبك برضى الناس ومدحهم وذمهم، فإن ذلك
لا يحصل ولو بالغ الإنسان في تحصيله بغاية قدرته)، فقال ولده: ما معناه؟.. أحب أن
أرى لذلك مثالا أو فعالا أو مقالا.. فقال له لقمان: أخرج أنا
وأنت، فخرجا ومعهما بهيمة فركبها لقمان
عليه السلام وترك ولده يمشي وراءه،
فاجتازوا على قوم فقالوا: هذا شيخ قاسي القلب، قليل الرحمة، يركب هو الدابة وهو
أقوى من هذا الصبي ويترك هذا الصبي يمشي وراءه، وإن هذا بئس التدبير.. فقال لولده:
سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك؟.. فقال: نعم.. فقال: اركب أنت يا ولدي حتى أمشي
أنا، فركب ولده ومشى لقمان عليه
السلام، فاجتازوا على جماعة أخرى
فقالوا: هذا بئس الوالد وهذا بئس الولد، أما أبوه فإنه ما أدّب هذا الصبي حتى يركب
الدابة ويترك والده يمشي وراءه، والوالد أحقّ بالاحترام والركوب، وأما الولد فإنه
عق والده بهذه الحال، فكلاهما أساءا في الفعال.. فقال لقمان عليه السلام
لولده: سمعتَ؟.. فقال: نعم.. فقال: نركب معا