اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 34
أن مات يعوق، خلّف ابناً يقال له: نسراً،
فأتاهم إبليس فقال: بلغني موت عظيمكم، فأنا جاعل لكم مثال يعوق في شيء لا يبلى،
فقالوا: افعل فعمد إلى الذّهب وأوقد عليه النّار حتّى صار كالماء، وعمل مثالاً من
الطّين على صورة يعوق، ثم أفرغ الذّهب فيه، ثمّ نصبه لهم في ديرهم، واشتدّ ذلك على
نسر ولم يقدر على دخول تلك الدّير، فانحاز عنهم في فرقة قليلة من إخوته يعبدون
نسراً، والآخرون يعبدون الصّنم، حتّى مات نسر وظهرت نبّوة إدريس، فبلغه حال القوم
وأنّهم يعبدون جسماً على مثال يعوق وأنّ نسراً كان يعبد من دون الله، فصار اليهم
بمن معه حتى نزل مدينة تشر وهم فيها، فهزمهم وقتل من قتل وهرب من هرب، فتفرّقوا في
البلاد، أمروا بالصّنم فحمل وألقي في البحر، فاتخذت كلّ فرقة منهم صنماً وسمّوها
بأسمائهم، فلم يزالوا بعد ذلك قرناً بعد قرن لا يعرفون إلاّ تلك الأسماء، ثمّ ظهرت نبوّة نوح عليه السلام، فدعاهم إلى عبادة الله وحده
وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام، فقال بعضهم: ﴿لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا﴾
[نوح: 23])[1]
[الحديث: 64] قال الإمام الصادق: (إن أمر الله تعالى ذكره لا
يحمل على المقائيس، ومن حمل أمر الله على المقائيس هلك وأهلك، إن أول معصية ظهرت
الإبانة من إبليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لآدم، فسجدوا
وأبى إبليس اللعين أن يسجد، فقال عز وجل: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ
أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾
[الأعراف: 12]، فكان أول كفره قوله: ﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ [الأعراف:
12]، ثم قياسه بقوله: ﴿خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ
طِينٍ﴾ [الأعراف: 12]، فطرده
الله