responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33

مثال ودّ صورةً تستريحون إليها وتأنسون بها؟ قالوا: افعل، فعمد الخبيث إلى الآنك فإذا به حتّى صار مثل الماء، ثمّ صوّر لهم صورةً مثال ودّ في بيته، فتدافعوا على الصّورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها، وأحبّ سواع أن يكون التعظيم والسّجود له، فوثب على صورة ودّ، فحكّها حتّى لم يدع منها شيئاً وهمّوا بقتل سواع، فوعظهم وقال: أنا أقوم لكم بما كان يقوم به ودّ، وأنا ابنه، فان قتلتموني لم يكن لكم رئيس، فمالوا إلى سواع بالطّاعة والتّعظيم، فلم يلبث سواع أن مات وخلّف ابناً يقال له: يغوث فجزعوا على سواع فأتاهم إبليس وقال: أنا الّذي صوّرت لكم صورة ودّ، فهل لكم أن أجعل لكم مثال سواع على وجه لا يستطيع أحد أن يغيّره قال: فافعل، فعمد إلى عود فنجّره ونصبه لهم في منزل سواع، وإنّما سمّي ذلك العود خلافاً، لأنّ إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ودّ، فسجدوا له وعظّموه، وقالوا ليغوث: ما نأمنك على هذا الصّنم أن تكيده كما كاد أبوك مثال ودّ، فوضعوا على البيت حرّاساً وحجّاباً، ثم كانوا يأتون الصّنم في يوم واحد ويعظّمونه أشدّ ما كانوا يعظّمون سواعاً، فلمّا رأى ذلك يغوث قتل الحرسة والحجاب ليلاً وجعل الصنم رميماً، فلما بلغهم ذلك أقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم إلى أن طلبوه ورأّسوه وعظّموه، ثمّ مات وخلّف ابناً يقال له: يعوق فأتاهم إبليس، فقال: قد بلغني موت يغوث وأنا جاعل لكم مثاله في شيء لا يقدر أحد أن يغيّره قالوا: فافعل، فعمد الخبيث إلى حجر جرع أبيض، فنقره بالحديد حتّى صوّر لهم مثال يغوث، فعظّموه أشدّ ما مضى، وبنوا عليه بيتاً من حجر، وتبايعوا أن لا يفتحوا باب ذلك البيت إلاّ في رأس كلّ سنة، وسُميّت البيعة يومئذ، لانّهم تبايعوا وتعاقدوا عليه، فاشتدّ ذلك على يعوق، فعمد إلى ريطة وخلق فألقاها في الحاير ثمّ رماها بالنّار ليلاً، فأصبح القوم وقد احترق البيت والصّنم والحرس وأرفض الصنم ملقى، فجزعوا وهمّوا بقتل يعوق، فقال لهم: إن قتلتم رئيسكم فسدت أموركم فكفّوا.. فلم يلبث

اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست