اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 331
آجال الأطفال فماتوا أولئك بآجالهم وهلك
هؤلاء بعذابي)[1]
خامسا. الهدي
المقدس لحكماء اختلف في نبوتهم:
ونقصد بهم حكيمين مذكورين في القرآن
الكريم، هما: الخضر ولقمان عليهما السلام؛ فكلاهما أثنى عليه الله تعالى، وأخبر عن
علمه وحكمته، وقد وردت في حقهما الكثير من الأحاديث والآثار التي لا نرى حرجا في
قبولها بناء على موافقتها للقرآن الكريم.
1. ما ورد من
الأحاديث والآثار المقبولة عن الخضر عليه السلام:
وهو من الحكماء المذكورين في القرآن
الكريم، وفي قوله تعالى: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف:
65]، وقد اتفق على أن اسمه الخضر، ولكن الخلاف واقع في نبوته، وفي كل ما يرتبط
بمولده ونسبه وحياته وغير ذلك.. ونحن لا تهمنا كل تلك التفاصيل، ولذلك سنكتفي هنا
بما ورد في الأحاديث والآثار عن هديه الذي أثنى عليه القرآن الكريم.
أ. ما ورد من
الأحاديث المقبولة عن الخضر عليه السلام:
من الأحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم
معارضتها للقرآن الكريم:
[الحديث: 377]
قال النبي a ذات
يوم لأصحابه: (ألا أحدثكم عن الخضر؟).. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (بينا هو
يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل إذ بصر به مسكين، فقال: تصدق علي ّبارك الله
فيك، قال الخضر: آمنت بالله، ما يقضي الله يكون، ما عندي من شيء أعطيكه.. قال
المسكين: بوجه الله لما تصدقت عليّ، إني رأيت الخير في وجهك، ورجوت الخير عندك،
قال الخضر: آمنت بالله.. إنك سألتني بأمر عظيم ما عندي