اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 278
هول لا تدري متى يلقاك، ما يمنعك أن
تستعد له قبل أن يفجأك)[1]
[الحديث: 366] قال الإمام الصادق: (مر عيسى ابن مريم عليه
السّلام على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا
بسخطة، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح اللّه وكلمته ادع
اللّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها.. فدعا عيسى عليه السّلام
ربه فنودي من الجو أن: نادهم. فقام عيسى عليه السّلام بالليل على شرف من الأرض
فقال: يا أهل هذه القرية. فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح اللّه وكلمته.. فقال:
ويحكم ما كانت أعمالكم؟.. قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا، مع خوف قليل، وأمل بعيد
وغفلة في لهو ولعب.. فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟.. قال: كحب الصبي لأمه إذا اقبلت
علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت عنا بكينا وحزنا.. قال: كيف كانت عبادتكم
للطاغوت؟.. قال: الطاعة لأهل المعاصي.. قال: كيف كانت عاقبة أمركم؟.. قال: بتنا
ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية.. فقال: وما الهاوية؟.. فقال: سجّين.. قال: وما
سجّين؟.. قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة.. قال: فما قلتم وما قيل
لكم؟.. قال: قلنا ردنا الى الدنيا فنزهد فيها.. قيل لنا: كذبتم.. قال: ويحك كيف لم
يكلمني غيرك من بينهم؟.. قال: يا روح اللّه إنهم ملجمون بلجام من نار، بأيدي
ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا
معلق بشعرة على شفير جهنم، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها.. فالتفت عيسى عليه
السّلام إلى الحواريين فقال: يا أولياء اللّه أكل الخبز اليابس بالملح الجريش،
والنوم على المزابل، خير كثير مع عافية