اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 272
لديكم أمان من عذابي؟ أم تعرّضون
لعقوبتي؟ فبي حلفت لأجعلنّكم مثلا للغابرين)[1]
[الحديث: 344] قال الإمام الصادق: (أوحى الله إلى عيسى عليه السّلام: أوصيك، يا ابن مريم البكر
البتول، بسيّد المرسلين وحبيبي، فهو أحمد صاحب الجمل الأحمر والوجه الأقمر المشرق
النور الطّاهر القلب الشّديد البأس الحييّ المتكرّم، فإنّه رحمة للعالمين سيّد ولد
آدم يوم يلقاني، أكرم السّابقين عليّ وأقرب المرسلين منّي، العربيّ الأمّيّ
الدّيّان بديني الصّابر في ذاتي المجاهد المشركين ببدنه عن ديني أن تخبر به بني
إسرائيل وتأمرهم أن يصدّقوا به وأن يؤمنوا به وأن يطيعوه وينصروه)، قال
عيسى عليه السّلام: إلهي! فمن هو حتى أرضيه، فلك الرضا؟ قال:
هو محمّد رسول اللّه إلى النّاس كافّة، أقربهم منّي
منزلة وأوجبهم عندي شفاعة، طوبى له من نبيّ، وطوبى لأمّته إن هم لقوني على سبيله.
يحمده أهل الأرض ويستغفر له أهل السّماء، أمين ميمون طيّب مطيّب خير الباقين عندي..
يكون في آخر الزّمان، إذا خرج أرخت السّماء عزاليها وأخرجت الأرض زهرتها حتّى يروا
البركة، وأبارك لهم فيما وضع يده عليه، كثير الأزواج قليل الأولاد، يسكن مكّة موضع
أساس إبراهيم.. دينه الحنيفيّة وقبلته مكّيّة وهو من حزبي وأنا معه، فطوبى
له ثمّ طوبى له.. له الكوثر والمقام الأكبر في جنّات عدن، يعيش أكرم معاش ويقبض
شهيدا، له حوض أبعد من بكّة إلى مطلع الشّمس من رحيق مختوم، فيه آنية شبه نجوم
السّماء وأكواب مثل مدر الأرض ماؤه عذب فيه من كلّ شراب وطعم كلّ ثمار في الجنّة،
من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وذلك من قسمي له وتفضيلي إيّاه.. أبعثه على
فترة بينك وبينه يوافق سرّه علانيته وقوله فعله، لا يأمر النّاس إلّا بما يبدأهم
به، دينه الجهاد في عسر ويسر، تنقاد له