اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
الحقّ، وأظهر
الباطل، وعمر الدّنيا، وحصّن الحصون، وحبس الأموال.. فبينما هو في غضارة دنياه، إذ
أوحيت إلى زنبور يأكل لحمة خدّه، ويدخل ليلدغ الملك.. فدخل الزّنبور، وبين يديه
سمّاره ووزراؤه وأعوانه..، فضرب خدّه فتورّمت وتفجّرت منه أعين دما وقيحا، فيثر
عليه يقطع من لحم وجهه، حتّى كان
كلّ من يجلس عنده يشمّ منه نتنا عظيما، حتّى دفن جثّة بلا رأس.. فلو كان للآدميّين
عبرة تردعهم لردعتهم، ولكن اشتغلوا بلهو الدّنيا ولعبهم.. فذرهم يخوضوا ويلعبوا
حتّى يأتيهم أمري، ولا أضيع أجر المحسنين.. سبحان خالق النّور)[1]
[الأثر: 174] روي أن الله أوحى لداود عليه
السلام: (ابن آدم.. جعلت لكم الدّنيا
دلائل على الآخرة.. وإنّ الرّجل منكم يستأجر الرّجل فيطلب حسابه فترعد فرائصه من
أجل ذلك وليس يخاف عقوبة النّار.. وأنتم مكثرون التّمرّد وتجعلون المعاصي في ظلم
الدّجى، إنّ الظّلام لا يستركم عليّ بل استخفيتم على الآدميّين وتهاونتم بي، ولو
أمرت قطرات الأرض تبتلعكم نكالا، ولكن جدت عليكم بالإحسان فإن استغفرتموني تجدوني
غفّارا، فإن تعصوني اتّكالا على رحمتي فقد يجب أن يتّقى من يتوكّل عليه.. سبحان
خالق النّور)[2]
[الأثر: 175] روي أن الله أوحى لداود عليه
السلام: (طلب الثّواب بالمخادعة يورث
الحرمان، وحسن العمل يقرّب منّي.. أ رأيتم لو أنّ رجلا أحضر سيفا لا نصل له أو
قوسا لا سهم له أ كان يردع عدوّه وكذلك التّوحيد لا يتمّ إلّا بالعمل، وإطعام
الطّعام