اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 242
داود، إنّ هذا الشّيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه
فقتله، واغتصب بستانه، وأخذ منه أربعين ألف درهم، فدفنها في جانب بستانه.. فادفع
إلى الشّابّ سيفا، ومره أن يضرب عنق الشّيخ.. وادفع إليه البستان، ومره أن يحفر في
موضع كذا وكذا فيأخذ ماله، ففزع داود وجمع إليه علماء أصحابه، وأخبرهم بالخبر،
وأمضى القضية على ما أوحى الله عزّ وجل إليه. فعجب الناس، وتحدثوا حتى بلغ داود
عليه السّلام، فدعا ربه أن يرفع ذلك، ففعل. ثم أوحى الله تعالى إليه أن: احكم بينهم بالبيّنات.. وأضفهم إلى اسمي
يحلفون به)[1]
[الحديث: 251] قال
الإمام الصادق: (إنّ داود عليه السلام خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ
الزبور لا يبقى جبلٌ ولا حجرٌ ولا طائرٌ ولا سبعٌ إلا جاوبه، فما زال يمرّ حتى انتهى
إلى جبل، فإذا على ذلك الجبل نبيٌّ عابدٌ يُقال له حزقيل، فلما سمع دويّ الجبال
وأصوات السباع والطير علم أنه داود عليه السلام، فقال داود: يا حزقيل.. أتأذن لي
فأصعد إليك؟.. قال: لا، فبكى داود عليه السلام، فأوحى الله جلّ جلاله إليه: يا
حزقيل.. لا تعيّر داود وسلني العافية، فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه.. فقال
داود: يا حزقيل.. هل هممت بخطيئة قطّ؟.. قال: لا، قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه
من عبادة الله عزّ وجلّ؟.. قال: لا، قال: فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من
شهوتها ولذتها؟.. قال: بلى، ربما عرض بقلبي، قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك؟.. قال:
أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه.
فدخل داود النبي عليه السلام الشعب، فإذا سريرٌ من حديد عليه
جمجمةٌ بالية، وعظامٌ فانيةٌ، وإذا لوحٌ من حديد فيه كتابةٌ، فقرأها داود عليه
السلام فإذا هي: أنا أروى