اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 241
ورد عليه خصمان يختصمان، في الغنم والكرم فأوحى الله إلى
داود: اجمع ولدك.. فمن قضى
منهم بهذه القضيّة، فهو وصيّك، ثم إن سليمان قضى فيها قضاءه، فأوحى الله إلى داود
عليه السّلام: يا داود! إنّ القضاء في هذه
القضيّة ما قضى به سليمان... يا داود! أردت أمرا وأردنا غيره)[1]
[الحديث: 249] قال الإمام الصادق: (أوحى
الله تعالى إلى داود عليه السّلام: لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدّنيا، فيصدّك عن طريق
محبّتي.. فإنّ أولئك قطّاع طريق عبادي المؤمنين.. إنّ أدنى ما أنا صانع بهم: أن
أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم)[2]
[الحديث: 250] قال الإمام الصادق: (إن داود سأل ربه أن يريه قضية من قضايا الآخرة
فأوحى الله إليه: يا داود! إنّ الّذي سألتني لم أطلع عليه أحدا من خلقي ولا ينبغي
أن يقضي به أحد غيري، فلم يمنعه أن عاد فسأل ذلك ثلاث مرات، فأتاه جبريل، فقال: يا
داود! لقد سألت ربّك شيئا لم يسأله أحد من خلقه، ولا ينبغي أن يقضي به أحد غيره،
قد أجاب الله دعوتك، وأعطاك ما سألت. يا داود: إنّ أول خصمين يردان عليك غدا،
القضية فيهما من قضايا الآخرة.. فلما أصبح داود عليه السّلام، جلس في مجلس القضاء،
فأتاه شيخ متعلق بشاب، وفي يد الشاب عنقود من عنب. فقال الشيخ: يا نبي الله! إن
هذا دخل بستاني، وخرّب كرمي، وهذا العنقود أخذه بغير إذني. فقال داود عليه
السّلام للشاب: ما تقول؟ فأقرّ الشاب أنه فعل ذلك، فأوحى الله إلى داود: يا داود، إنّي كشفت لك قضيّة من قضايا
الآخرة، فقضيت بها بين الشّيخ والغلام، لم يحتملها قلبك، ولم يرض بها قومك، يا