اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 21
رسولهم، ثم أبى أن يقبل طاعة أحد إلا بطاعتهم ومعرفة
حقهم وحرمتهم ووقارهم وتعظيمهم
وجاههم عند الله، فعظم جميع أنبياء الله، ولا تنزلهم بمنزلة أحد من دونهم، ولا تتصرف بعقلك في
مقاماتهم وأحوالهم وأخلاقهم إلا ببيان محكم من عند الله وإجماع أهل البصائر بدلائل
تتحقق بها فضائلهم ومراتبهم، وأنى بالوصول إلى حقيقة مالهم عندالله؟ وإن قابلت أقوالهم وأفعالهم بمن
دونهم من الناس أجمعين فقد أسات صحبتهم، وأنكرت معرفتهم، وجهلت خصوصيتهم بالله، وسقطت عن درجة
حقيقة الايمان والمعرفة، فإياك ثم إياك)[1]
[الحديث: 29] سئل الإمام الصادق: لأي شئ بعث الله الانبياء والرسل إلى الناس؟ فقال: (لئلا
يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل، ولئلا يقولوا: ماجاءنا من بشير ولا نذير، ولتكون
حجة الله عليهم، ألا تسمع الله عزو جل يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل
النار بالانبياء والرسل: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)قَالُوا بَلَى قَدْ
جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ
أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾ [الملك: 8، 9])[2]
[الحديث: 30] قال الإمام الصادق: (إن كان النبيّ من الأنبياء
ليُبتلى بالجوع حتّى يموت جوعا.. وإن كان النبي من الأنبياء ليُبتلى بالعطش حتّى
يموت عطشاً.. وإن كان النبيّ من الأنبياء ليُبتلي بالعراء حتّى يموت عرياناً.. وإن
كان النبيّ من الأنبياء ليُبتلى بالسّقم والأمراض حتّى تتلفه، وإن كان النبيّ
ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله، ويدعوهم إلى توحيد الله وما معه مبيت
ليلة، فما يتركونه يفرغ من كلامه ولايستمعون إليه حتّى يقتلوه،