فالآيات الكريمة تشير إلى أن المعاني
المذكورة في السورة ذكرت قبل ذلك في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.. وطبعا ذلك
لا يعني كونها بنفس الصيغة، وإنما بالمعاني التي وردت بها.
وبناء على هذا، وبناء على كون أكثر
الروايات مرتبطة بالهدي المقدس لثلاثة أنبياء وردت الإشارة إلى كتبهم في القرآن
الكريم، وهم:
1. موسى عليه السلام: الذي آتاه الله
الصحف والتوراة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا
هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ
هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾ [المائدة: 44]
2. داود عليه السلام: كما قال تعالى: ﴿
وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ﴾ [الإسراء: 55]، وقال: ﴿وَلَقَدْ
كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا
عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾
[الأنبياء: 105، 106]
فقد خصصنا الهدي المقدس لهؤلاء الأنبياء
بعناوين خاصة، ميزنا فيها بين ما ورد في الأحاديث المرفوعة إلى رسول الله a
أو الموقوفة على أئمة الهدى، وغيرها من الآثار.
ثم خصصنا بعدها مبحثا خاصا بسائر الأنبياء
عليهم السلام لقلة ما ورد عن الهدي المقدس المرتبط بهم.
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 184