اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 183
الفصل الثاني
الأحاديث والآثار الواردة حول الهدي المقدس
على عكس التشدد الذي استعملناه في الفصل
السابق، لارتباطه بالأحداث التاريخية التي تحتاج إلى أدلة أقوى، وأكثر ثبوتا، ولا
تتنافى مع ما يقرره التاريخ؛ فإننا في هذا الفصل نتساهل كثيرا، لأننا لن نعتمد
المنهج التاريخي المتشدد، وإنما نراعي موافقة النصوص للقيم العقدية والأخلاقية
التي ورد بها القرآن الكريم.
وذلك لاعتقادنا أن الأديان جميعا تحمل
معان واحدة، وجاءت بقيم مشتركة، والاختلاف بينها لا يعدو بعض الفروع البسيطة.
ولذلك لم نر حرجا في قبول أي رواية ـ
حديثا كانت أو أثرا ـ تذكر وحيا إليها لنبي من الأنبياء ـ سواء سمي اسمه أم لم يسم
ـ ما دام ذلك الوحي في إطار المعاني والقيم التي جاء بها القرآن الكريم.
ولا يهمنا إن كان ذلك الوحي ورد في الكتب
المقدسة أو لم يرد؛ فوحي الله لأنبيائه أعظم وأكثر من أن يحصر في تلك المصادر.
بل إننا لم نر حرجا في قبول بعض النصوص
التي تذكر مفردات أو عبارات قرآنية وردت في الوحي الإلهي لسائر الأنبياء عليهم
السلام، لأن القرآن الكريم يشير إلى بعض ذلك في قوله تعالى: ﴿ قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)بَلْ تُؤْثِرُونَ
الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)إِنَّ هَذَا لَفِي
الصُّحُفِ الْأُولَى (18)صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 14 ـ 19]
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 183