اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 139
يوسف، فقيل: (وهم بها يوسف لولا أن رأى
برهان ربه)، كأنهم وجَّهوا معنى الكلام إلى أنَّ يوسف لم يهمّ بها، وأن الله إنما
أخبر أنَّ يوسف لولا رؤيته برهان ربه لهمَّ بها، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهمَّ
بها، كما قيل: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83])[1]
ثم رد على هذه الأقوال التنزيهية الجارية
على وفق مقتضى اللغة، بل على مقتضى القرآن الكريم، فقال: (قال أبو جعفر: ويفسد
هذين القولين: أن العرب لا تقدم جواب لولا قبلها، لا تقول: (لقد قمت لولا زيد)،
وهي تريد: (لولا زيد لقد قمت)، هذا مع خلافهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن،
الذين عنهم يؤخذ تأويله)[2]
ولست أدري من أين له هذا المعنى اللغوي،
والذي قال به كبار علماء اللغة، وهم أدرى بها، وأكثر تخصصا منه.
وبعد أن فسر الطبري الهم راح يفسر
البرهان، فقال: (أما البرهان الذي رآه يوسف، فترك من أجله مواقعة الخطيئة، فإن أهل
العلم مختلفون فيه.. فقال بعضهم: نودي بالنهي عن مواقعة الخطيئة)[3]
ومنها ما رواه عن ابن عباس، أنه قال: (نودي:
يا يوسف، أتزني، فتكون كالطير وَقَع ريشه، فذهب يطير فلا ريش له؟)، وروى عنه: (لم
يُعْطِ على النداء، حتى رأى برهان ربه،