اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 123
حمل نوح في الفلك من الدواب الذرة، وآخر
ما حمل الحمار، فلما أدخل الحمار وأدخل صدره، تعلق إبليس بذنبه، فلم تستقل رجلاه،
فجعل نوح يقول: ويحك ادخل! فينهض فلا يستطيع. حتى قال نوح: ويحك ادخل وإن كان
الشيطان معك! قال: كلمة زلت عن لسانه، فلما قالها نوح خلي الشيطان سبيله، فدخل
ودخل الشيطان معه، فقال له نوح: ما أدخلك علي يا عدو الله؟ فقال: ألم تقل: ادخل
وإن كان الشيطان معك؟ قال: اخرج عني يا عدو الله! فقال: ما لك بد من أن تحملني!
فكان، فيما يزعمون، في ظهر الفلك[1].
وهكذا تصور هذه الرواية الشيطان، وهو
يحتال على نوح عليه السلام كما احتال على أبيه من قبل، ومن العجب أن يصوروا
الشيطان خائفا من الطوفان، أو محتاجا لأن يركب الفلك، مع أنهم يروون أن رسول الله a
قال:(إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم
فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم
فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت)[2]
وفي رواية: (عرش إبليس على البحر، يبعث
سراياه، فأعظمهم عنده منزلة، أعظمهم فتنة)[3]
بل إنهم يروون عن رسول الله a
أن (سفينة نوح طافت بالبيت وصلّت خلف المقام ركعتين)[4]