اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 103
الناس من أهل قريته، فقالوا مسّنا الجوع
والجهد في هذه العشرين سنة، فادع الله تعالى لنا أن يمطر علينا، قال إدريس عليه
السلام: لا أدعوا حتّى يأتيني جبّاركم وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة، فبلغ الجبار
قوله، فبعث إليه أربعين رجالً يأتوه بادريس، فأتوه وعنفوا به، فدعا عليهم فماتوا،
فبلغ الجبار الخبر، فبعث إليه خمسمائة رجل، فقالوا له: يا إدريس إنّ الملك بعثنا
إليك لنذهب بك إليه، فقال لهم إدريس عليه السلام: انظروا إلى مصارع أصحابكم قالوا:
متنا بالجوع فارحم وادع الله أن يمطر علينا فقال: حتّى يأتي الجبار، ثم إنهم سألوا
الجبّار أن يمضي معهم، فأتوه وقفوا بين يديه خاضعين، فقال إدريس عليه السلام:
الآن، فنعم.. فسأل الله أن يمطر عليهم فاظلّتهم سحابة من السّماء، فارعدت وأبرقت
وهطلت عليهم)[1]
ومن الآثار الواردة في ذلك، والتي نرى
التوقف فيها ما ينسب إلى ابن عبّاس أنه قال: (كان إدريس النّبيّ صلوات الله عليه
يسيح النّهار ويصومه، ويبيت حيث ما جنّه اللّيل، ويأتيه رزقه حيث ما أفطر، وكان
يصعد له من العمل الصّالح مثل ما يصعد لأهل الأرض كلّهم، فسأل ملك الموت ربّه في
زيارة إدريس عليه السلام وأن يسلّم عليه، فأذن له فنزل وأتاه، فقال: إنّي أريد أن
أصحبك، فأكون معك فصحبه، وكانا يسيحان النّهار ويصومانه، فإذا جنّهما اللّيل أتى
إدريس فطره فيأكل، ويدعو ملك الموت إليه فيقول: لا حاجة لي فيه، ثم يقومان يصلّيان
وإدريس يفتر وينام، وملك الموت يصلّي ولا ينام ولا يفتر، فمكثا بذلك أيّام.. ثم
إنّهما مرّا بقطيع غنم وكرم قد أينع، فقال ملك الموت: هل لك أن تأخذ من ذلك حملا،
أو من هذا عناقيد فتفطر عليه؟ فقال: سبحان الله أدعوك إلى ما لي
[1]
قصص الأنبياء للراوندي، ص71، كمال الدين للصدوق ص127.
اسم الکتاب : الأنبياء والهدي المقدس المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 103