اسم الکتاب : الإمامة والامتداد الرسالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 197
[الحديث:
402] قال
الإمام علي يصف حكومة الإمام المهدي: (يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى
على الهوى، ويعطف الرّأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرّأي، حتّى تقوم الحرب
بكم على ساق، باديا نواجذها، مملوءة أخلافها، حلوا رضاعها، علقما عاقبتها، ألا وفي
غد ـ وسيأتي غد بما لا تعرفون ـ يأخذ الوالي من غيرها عمّالها على مساوئ أعمالها،
وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها، وتلقي إليه سلما مقاليدها، فيريكم كيف عدل السّيرة،
ويحيي ميّت الكتاب والسّنّة)
ثم قال: (كأنّي به قد
نعق بالشّام، وفحص براياته في ضواحي كوفان، فعطف عليها عطف الضّروس، وفرش الأرض
بالرّؤوس، قد فغرت فاغرته، وثقلت في الأرض وطأته، بعيد الجولة، عظيم الصّولة،
والله ليشرّدنّكم في أطراف الأرض، حتّى لا يبقى منكم إلّا قليل كالكحل في العين،
فلا تزالون كذلك حتّى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها.. فالزموا السّنن
القائمة، والآثار البيّنة، والعهد القريب الّذي عليه باقي النّبوّة، واعلموا أنّ
الشّيطان إنّما يسنّي لكم طرقه لتتّبعوا عقبه) [1]
[الحديث: 403] روي أنه لما صالح الإمام الحسن معاوية، دخل عليه
الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال: (ويحكم، ما تدرون ما عملت؟، والله الذي عملت
خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترَض الطاعة
عليكم، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله a؟)، قالوا: بلى، قال: (أما علمتم أنّ الخضر لما خرق السفينة،
وقتل الغلام، وأقام الجدار، كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران، إذ خفي عليه وجه الحكمة
فيه، وكان ذلك عند الله حكمةً وصواباً، أما علمتم أنه ما منا أحدٌ إلا ويقع في
عنقه بيعةٌ لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه، فإنّ