responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمامة والامتداد الرسالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 192

حق غيرهم، واستولوا عليه ظلما؛ وأما العادلون منهم؛ فإنه يعتبرهم نواب مؤقتين له إلى حين ظهوره.

والثالث الارتباط الروحي به، والذي يحدث آثارا كثيرة في النفس، لا تختلف عن آثار الحاضرين لعصره، مثلما حصل لأويس القرني والذي لم يتشرف بجلوسه مع رسول الله a، ولكن أشواقه الروحية أوصلته إلى المحال التي لم يصل إليها الذين تشرفوا بذلك.

والرابع، ما يطلق عليه إيجابية الانتظار، وذلك بتحضير النفس والمجتمع لظهوره، وهو ما يجعل كل فرد من المنتظرين جنديا لإمامه الغائب.

وغيرها من المصالح التي أشارت إليها أحاديث أئمة الهدى، أما توافق ذلك مع العقل؛ فنحن لا نتحدث مع عقل غير المسلم، أو غير المؤمن بالله، ذلك أنه عقل ينكر النبوة نفسها، بل ينكر كل الخوارق، ولذلك لا يستطيع أن يعقل هذا، حتى يتعرف أولا على قدرة الله المطلقة، والتي لا تعجز عن شيء.

وأما عقل المسلم؛ فإنه لا يسأل مثل هذه الأسئلة، لتوفر إجابتها في القرآن الكريم؛ فالله تعالى حدثنا عن أهل الكهف وأعمارهم الطويلة، وحدثنا عن عزيز، وحدثنا عن المسيح عليه السلام، والأحاديث تذكر طول عمره، وأنه سيظهر مع الإمام المهدي في وقت واحد على الرغم من أنه رفع قبل ذلك بقرون كثيرة.

وهكذا؛ فإن الذي يستغرب مثل هذا، ويرده باسم العقل، لا علاقة له بعقل المؤمن، وإنما بعقل الملحد والكافر الذي لا يؤمن بالمعجزات والخوارق، ولا بقدرة الله المطلقة.

ولهذا، فإن عقل المؤمن الذي ينطلق من ثقته في تلك الأخبار الكثيرة التي تذكر ذلك، وهي متواترة عن أئمة أهل البيت، ابتداء من الإمام علي.. لا حرج عليه في ذلك الإيمان، ولا يستطيع أحد من الناس أن ينكر عليه، باسم العقل إلا إذا كان ملحدا أو كافرا..

اسم الکتاب : الإمامة والامتداد الرسالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست