responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99

يعقبه كل أنواع العناء والألم.

وهكذا ذكر الله تعالى سر اجتماع السلام مع القوة الذي يتحلى به المؤمن؛ وذلك عند عرض المواقف من ثروة قارون، حيث قال: ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ الله خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ [القصص: 79، 80]

فالآيات الكريمة تذكر أن أهل الدنيا تمنوا أن يكون لهم مثلما كان لقارون، وهذا التمنى يدل على كونهم يحتقرون الحال التي هم عليها، وأنهم لم يرضوا بما قسم الله لهم، وذلك يجرهم لا محالة إلى الحسد والحقد وكل الأمراض النفسية، وقد يملؤهم بعدها بالمهانة والضعف لاحتقارهم لأنفسهم، أو قد يجعلهم لصوصا ومجرمين إن غلبت قواهم السبعية.

بخلاف المؤمنين الذين لم ينظروا إلى ما حرموا منه من ذلك النعيم المادي، وإنما نظروا إلى ما مكنهم الله من تحصيله من ثواب الله وأجوره ونعيمه.. فلذلك انشغلوا بالنعيم الحقيقي عن ذلك النعيم المزيف الذي حاول قارون أن يظهر به أمامهم.. لكنهم نظروا إليه كما ينظرون إلى الأطفال، وهم يفرحون بلعبهم، والتي لا تساوي عند العقلاء شيئا.

وكل هذه المعاني أشار إليها قوله a: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، ولا تعجز، فإن غلبك أمر، فقل: قدر الله وما شاء صنع، وإياك واللو، فإن اللو تفتح من الشيطان) ([86])

فهذا الحديث يدل على جميع أركان القوة التي يتأسس عليها بنيان المؤمن؛ وقد بدأ


[86] النسائي في عمل اليوم والليلة (623) و(624)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (260) و(261)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (348)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست