responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

ناقمين حاقدين ثائرين قد يرتكبون أبشع الجرائم في سبيل الانتقام من الذين توهموا أنهم سلبوهم أموالهم.

أما المؤمن؛ فهو ـ مع اجتهاده في السعي وطلب الرزق ـ إلا أنه يعلم أن غناه وفقره مرتبط بما يقدر الله له، وأن كلا من الفقر والغنى اختبار إلهي.. فالغنى يقتضي الشكر، والفقر يقتضي الرضا والصبر.. ولذلك لا يدبر مع ربه أمرا، لأنه يعلم أن مصلحته قد تكون في الفقر لا في الغنى، كما ورد في الحديث القدسي: (إن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إلا بالصحة ولو أسقمته لكفر) ([85])

وقد ذكر الله تعالى نموذجا للمؤمن القوي المسالم، وهو يحاور غنيا ممتلئا بالصراع؛ فذكر موقفه من ثروته، فقال: ﴿أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 37 - 41]

وهذه المعاني التي ذكرها هي التي تقوم عليها مواقف المؤمن من كل ما يجلب الصراع؛ فهو يرى أن الثروة هبة من الله تعالى لعباده، وأنها لا تتعلق بالسعي وحده، وأن المقصود منها ليس الهبة المجردة، وإنما الاختبار والامتحان؛ فمن نجح في امتحانها كانت بالنسبة له فضلا إلهيا، ونعمة ربانية، لكنه إن سقط في الاختبار كانت استدراجا وإملاء


[85] رواه الخطيب.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست