responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93

تتخلص وتكون من المقربين، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [التحريم: 11]

وهكذا ـ أيها المريد الصادق ـ تجد قوانين الخلاص الإلهي لا ترتبط بالأقوام، ولا المناطق، ولا من يزعم الناس لهم الشرف والمجد، أو الحسب والنسب.. وإنما ترتبط بتلك النفوس الطاهرة التي تخلصت من كل القيود التي تحول بينها وبين الرحلة إلى ربها.

وما أقل هؤلاء في الخلق.. فهم العملة النادرة.. وهم الكبريت الأحمر.. فلذلك اجتهد في أن تكون منهم ومعهم.. فلا ينجو إلا من كان منهم أو معهم.

فإن شئت أن تكون منهم ـ أيها المريد الصادق ـ فتخلص من كل ما يحول بينك وبين ربك، ولا تدع نفسك عبدا للأغيار، فما عند ربك خير وأبقى.. وكل ما حجبك عن الله شؤم عليك، وإن بدا لك في صورة جميلة؛ فالشيطان يزين لك ذلك، مثلما زين لأبويك الأكل من الشجرة، وأخرجهما من الجنة بسبب ذلك.

فتخفف من كل الأثقال، ولا تجعل قلبك معلقا بما يحول بينه وبين السير والتزكية؛ فما فاز بسعادة الدنيا والآخرة إلا أولئك الذين خلصوا أنفسهم من أن يكونوا عبيدا للأشياء.

وقد روي أن بعض الأمراء قال لبعض الصالحين: سلني حاجتك، فقال له: كيف تقول لي هذا، ولي عبدان هما سيداك، فقال: ومن هما؟ قال: الحرص والهوى، فقد غلبتهما وغلباك، وملكتهما وملكاك..

وقال بعضهم لبعض الشيوخ: أوصني، فقال له: كن ملكا في الدنيا تكن ملكا في الآخرة، قال: وكيف أفعل ذلك؟ فقال: ازهد في الدنيا تكن ملكا في الآخرة؛ فإن الملك في

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست