responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 92

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ الله مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ&﴾ [البقرة: 90، 91]

وهذا ما حصل لأكثر القرشيين الذين كانوا يعرفون رسول الله a، ويعرفون أخلاقه، وقد سمعوا قبل ذلك أنه صاحب شأن.. وكان في إمكانهم أن يكونوا من المخلصين، بل من الحواريين، لكنهم بسبب عدم تخلصهم من أمراضهم النفسية رفضوه ليتبعه أولئك المستضعفون الذين احتقروهم واستهانوا بهم.. لكن الله شرفهم بأن يكونوا من المخلصين؛ فلا ينال الخلاص إلا من تخلص من تلك العقد التي تحول بينه وبينه.

وقد وصف الله تعالى سبب ذلك الارتكاس الذي وقع فيه القرشيون، حين راحوا يقترحون على ربهم الرسول الذي ينبغي أن يرسله لهم، قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]

وقد رد الله تعالى عليهم بقوله: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32]

وهذا ما حصل لامرأة نوح ولوط اللتين شرفتا بأن تكونا زوجتين لنبيين كريمين، لكنهما بدلا أن يقبلا هذا الخلاص الإلهي الذي أتيح لهما راحا يقعان في الخيانة، قال تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10]

وعلى الجهة المقابلة لهما خلص الله تعالى امرأة فرعون، مع كونها كانت في بيئة مملوءة بالكفر والضلال، لكن السر الذي عمر قلبها، والإيمان الذي استنارت به روحها، جعلها

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست