responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222

الخاص، فالجنة دار الرحمة والرضوان والإقامة والخلود.. وكلها تملأ النفس بمشاعر الرضا والسعادة التي لا حدود لها.

ومثلها ما ورد في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]، وقد وردت هذه الآية الكريمة بعد قوله في وصف مجامع نعيم أهل الدنيا: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]

وهي تنبه بذلك العقول إلى الفروق العظيمة بين نعيم الدنيا ونعيم الجنة، فنعيم الجنة حقيقي، بينما نعيم الدنيا مزين، وقد يكون ظاهره مخالفا لباطنه، وصورته مخالفة لحقيقته.

ونعيم الجنة ـ كما تشير الآية الكريمة ـ متسم بالطهارة، بخلاف نعيم الدنيا الذي تختلط فيه القذارة بالطهارة، والألم بالفرح.

وفوق ذلك كله، فإن نعيم الجنة مرتبط برضوان الله تعالى، بخلاف نعيم الدنيا الذي لا يدري صاحبه أربه راض عنه أم ساخط.. وذلك ما يجعله يتناوله بحذر، خوفا من أن يكون سببا في سخط الله تعالى عليه لتقصيره في حقه، أو لاختلاطه بالحرام والشبهة.

ومن الآيات الكريمة التي تشير إلى قيمة الرضوان في الجنة،قوله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72]

فالآية الكريمة ـ بعد تقريرها لأنواع النعيم الحسي والمعنوي لأهل الجنة ـ تذكر أن الرضوان الإلهي أعظم من ذلك كله، ذلك أنه يملأ نفوس أهل الجنة بالطمأنينة والفرح

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست