responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 221

وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ&﴾ [الحاقة: 22 - 24]، فذكر هذه الأنواع من النعم الحسية التي تدل على تيسير الحياة في الجنة؛ فكل شيء فيها في متناول اليد بسهولة ويسر.

وتشير آيات أخرى من القرآن الكريم إلى أن الله تعالى ينعم على عباده الصالحين بالرضا عن أعمالهم وأحوالهم في الجنة على الرغم من التفاوت الشديد بين أهلها ودرجاتهم، كما قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾ [الغاشية: 8، 9]

وهذا لا يتنافى مع ما ورد في نصوص أخرى من أن المؤمنين يتحسرون على تضييعهم للفرص التي أتيح لهم فيها المزيد من العمل الصالح، وهو ما ورد التعبير عنه في القرآن الكريم بوصف [التغابن]، ذلك أنها تدل على حالة مؤقتة، قد ترتبط بالبرزخ والموقف، دون الجنة التي هي دار الرضوان الذي لا كدر فيه.

ومما يعمق ذلك الرضوان الذي تتسم به معيشة المؤمنين في الجنة ما ورد في النصوص المقدسة من إخبار الله تعالى عن رضاه عنهم، وهو نعمة أعظم من الجنة نفسها، بل إنه السبب في تلك المعيشة الراضية، والنفوس الراضية.. فلولا رضوان الله ما كان كل ذلك.. فأهل الجنة اختاروا أن يتجلى الله عليهم بوصف الرضا، وقد كان في إمكانهم أن يتجلى عليهم بوصف السخط لو أنهم خالفوا السراط المستقيم الذي أمروا باتباعه.

ولذلك فإن الرضوان الإلهي مرتبط بالعدالة والرحمة؛ فقد أتيح لكل الخلق أن يتجلى الله تعالى عليهم بوصف الرضا، لكنهم أبوا ذلك؛ فلذلك انسجم جزاؤهم مع سلوكهم.

ومن الآيات التي تشير إلى ذلك قوله تعالى::﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة: 21، 22]؛ فقد اجتمع في الآيتين الكريمتين كل أنواع النعيم المعنوي الذي يعطي الجنة جمالها

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست