responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 205

الجز الاوفی

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الجزاء الأوفى]، وأقصد بها ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى﴾ [النجم: 39 - 41]

فالآيات الكريمة تشير إلى أنه لا يضيع أي سعي يقوم به الإنسان سواء كان خيرا أو شرا، وإنما يحفظ له، ليجزى عليه الجزاء الذي لا يتوافق معه فقط، وإنما يضاف له ما يتناسب مع قوانين دار الجزاء الممتلئة بالعدل والرحمة.

وقيمة هذه الموهبة، ودورها السلوكي عظيم جدا، ذلك أنها تشير إلى أن الهدف من الأعمال ليس صورتها فقط، وإنما روحها أيضا.. وبهذا يمكن أن ينال أي شخص ما ينال من المراتب والجزاء، ولو بأعمال قليلة نتيجة ظروف الاختبارات التي أتيحت له.

ولهذا كتب الله تعالى للصالحين الخلود في الجنة مع النعيم المقيم بسبب أعمالهم القليلة المحدودة في الدنيا، باعتبار أنهم لو أتيح لهم الخلود في الدنيا لظلوا على تلك الأعمال، ومثلهم أولئك المنحرفون الذين كتب عليهم الخلود في العذاب بسبب أعمالهم ـ التي وإن كانت محدودة ـ لكنهم لو عُمروا آلاف السنين أو أبد الدهر لما ازدادوا إلا طغيانا، كما قال تعالى: ﴿بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 28]

وقد ذكر الإمام الصادق سر خلود أهل الجنة والنار في المنازل التي أعدت لهما، فقال: (إنّما خلّد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو خلّدوا فيها أن يعصوا الله تعالى أبدا، وإنّما خلّد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نيّاتهم كانت في الدّنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست