responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204

لو أصبت له حملة)([163])

لكن تلك النداءات لم تجد آذانا صاغية.. حيث تُرك ذلك الذي تتملذ في جميع حياته على رسول الله a.. وذهب الناس إلى غيره.. واختلط الأمر عليهم.. وأصبح الدين بعدها بالشكل الذي نراه من الاختلاف والصراع، وقد كان في إمكانهم أن يجلسوا جميعا بين يديه، ومعهم الدفاتر، ويسجلوا كل كلمة يقولها.. وتصبح حينها جميع أحاديثه متواترة، ولن يحتاج الناس بعدها إلى كتب الرجال، ولا الجرح والتعديل.. وحينها تصبح الأمة جميعا حفاظا.. ولن يحتاج الناس إلى أي حافظ أو محدث.. بل حتى كتب الفقه لن تكون بذلك الطول والعرض، لأنها ستحوي الحق المجرد الذي جاء من معدن الرسالة، ومهبط الوحي.. لكنهم لم يفعلوا.

وسبب كل ذلك هو الحرمان من هذه الموهبة العظيمة موهبة [الفرقان الأعظم]، وعدم الاهتمام بما تستدعيه التقوى والورع من البحث عن الحق والتسليم والإذعان له.. لكنهم اتخذوا (رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا فأضلوا) ([164])

فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على تحصيل التقوى، وتزكية نفسك حتى تنال هذه الموهبة العظيمة، وتتخلص من كل التبعات التي يسببها حرمانك منها؛ فلا يمكنك أن تصل إلى الحق إلا بعد تسليمك المطلق لأهله.


[163] نهج البلاغة (4/ 36)

[164] رواه البخاري 1/ 174 و175، ومسلم رقم (2673)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست