responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202

بل إن القرآن الكريم أشار إلى سمات الطائفة الخيرة الحريصة على الوحدة بين المسلمين، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]

فهذه الآية الكريمة تصف هؤلاء المستبدل بهم عندما يرتد الناس، ويتخلفوا عن شريعة ربهم، بكونهم ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾، وهو دليل على احترامهم لجميع المؤمنين، ومن جميع الطوائف، وحرصهم على الوحدة بين المسلمين.

وبذلك فإن هذه الطائفة هي المشار إليها بقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ الله ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]، وقوله a: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) ([158])

بل إن الرسول a لم يكتف بتلك التعليمات العامة التي قد لا تُفهم الفهم الصحيح، فيبقى الحق مختلطا بالباطل، وإنما راح يذكر من الوصايا والإشارات ما يستطيع به كل عاقل مخلص أن يميز دين الله عن الدين الذي وضعه الشيطان ليلبس به على عباد الله.

وقد كانت تلك الوصايا من الوضوح والدقة ما لا يمكن للشياطين الوصول إليه.. وهي فوق ذلك محمية بالمحكم من القرآن، وبما تقتضيه الفطر السليمة.

ومن تلك الوصايا وأعظمها تلك الوصايا الكثيرة من رسول الله a بأهل بيته الذين حددهم بدقة متناهية، واعتبرهم متمسكين بحبل الله، وأنهم لن يتركوه أبدا، فقد ورد في الحديث المتواتر: (إنّي تركت فيكم ما إنْ تمسّكتم به لنْ تضلّوا بعدي: كتاب اللّه حبلٌ ممدودٌ


[158] رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست