responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 201

وهذا ما ساهم في تكثير السبل، واندساس المندسين، ليختلط الحق بالباطل، ويصعب بعدها التفريق، مع أن رسول الله a قد أقام على من بعده كل الحجج، حيث لم يترك أمته في عماية من أمرها، لا تستطيع التفريق بين المحقين والمبطلين، والسائرين على السراط المستقيم والمنحرفين عنه.

بل إنه فعل ذلك، وفي أحاديث كثيرة، توضح أن الطائفة التي لا تتميز عن غيرها، وتحرص على وحدة الأمة، وتبذل نفسها في سبيل ذلك، هي الحقيقة بوراثة رسول الله a؛ فيستحيل أن يرثه من ينشر الفتن والتفرقة والطائفية.

ومن تلك الأحاديث قوله a: (خيار عباد الله الّذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشّاءون بالنّميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبرآء العنت)([157])

فهذا الحديث يشير إلى أن هذه الطائفة الخيرة تمثل الدين أحسن تمثيل، لذلك يذكر كل من رآها الله، ووصف الطائفة الشريرة بالنميمة والتفرق دليل على خلو الطائفة الأولى منها.

بل إن هذا الحديث يشير إلى شر الطوائف، وهم من عبر عنهم رسول الله a بقوله: (الباغون للبرآء العنت)، أي الطالبون العيوب القبيحة للشرفاء المنزهين عن الفواحش، وهذا لا ينطبق إلا على أولئك الطائفيين الذين يزورون الحقائق ليفرقوا صف الأمة، وينشروا الفتنة بينها.

وبذلك، فإن رسول الله a في هذا الحديث يذكر للطائفة الشريرة ثلاث صفات: أولها السعي بالفساد وحب الشقاق وإيقاد نار العداوة.. وثانيها إثارة الخصام والتنافر بين المتصافيين.. وثالثها كيل التهم للأبرياء والكذب والبهتان عليهم.


[157] أحمد(4/ 227) (6/ 459)

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست