responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

الطبيعية من النوم، وعلل ذلك بعدم استفادة القائم من قيامه، قال a:(إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه)([107])، وقال: (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع)([108])

ودخل a مرة على عائشة وعندها امرأة، فقال:(من هذه؟)، قالت: هذه فلانة، تذكر من صلاتها، فقال a:(مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل اللَّه حتى تملوا([109])وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه)([110])

ولهذا، فإن التوازن الذي أرادته الشريعة من المسلم يتحقق بالأداء الأمثل لأوامر الشرع، فهي الوحيدة الكفيلة برده إلى جادة الاعتدال، لأن السلوك المتطرف ناتج عن الهوى، لا عن الشرع.

وأول من يمثل الشريعة المتوازنة هو رسول الله a، وقد قال بعض الحكماء مشيرا إلى التوازن الذي كانت عليه حياته a، والذي جعل كل طائفة من الطوائف تأخذ ببعض من هديه وتنسبه إليها: (وما ينبغي أن يعلم أن كل خصلة من خصال الفضل قد أحل الله رسوله r في أعلاها، وخصه بذروه سنامها، فإذا احتجت بحاله فرقة من فرق الأمة التي تعرف تلك الخصال وتقاسمتها على فضلها على غيرها، أمكن للفرقة الأخرى أن تحتج به على فضلها أيضا)([111])


[107] رواه البخاري ومسلم.

[108] رواه مسلِمٌ.

[109] أي لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المالّ حتى تملوا فتتركوا.

[110] رواه البخاري ومسلم.

[111] عدة الصابرين: 229.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست