responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143

عليهم([104]).

ولما سمع a بمقولة بعض أصحابه:(والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت)، قال رَسُول الله a:(أنت الذي تقول ذلك؟)، قال عبد الله: فقلت له:(قد قلته بأبي أنت وأمي يا رَسُول الله)، قال:(فإنك لا تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر)، قلت:(فإني أطيق أفضل من ذلك)قال:(فصم يوماً وأفطر يومين)، قلت:(فإني أطيق أفضل من ذلك)، قال:(فصم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داود عليه السلام، وهو أعدل الصيام) فقلت:(فإني أطيق أفضل من ذلك)، فقال رَسُول الله a:(لا أفضل من ذلك)

وكان ذلك الصحابي يقول بعد ذلك:(ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رَسُول الله a أحب إلي من أهلي ومالي)([105])

ولهذا كان a ينهى عن السلوكيات التعبدية التي لا معنى لها، والتي هي مظهر من مظاهر تعذيب الجسد الذي أمرنا بحفظه، فعن ابن عباس قال: بينما النبي a يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي a:(مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه)([106])

فلم يترك له a إلا الصوم لأنه هو العبادة الوحيدة من تصرفاته التي لها معنى، أما مكوثه في الشمس وقيامه، فلا معنى له.

بل إنه a نهى عن القيام مع فضله العظيم إذا تعارض ذلك القيام مع حاجة الإنسان


[104] رواه البخاري ومسلم.

[105] رواه البخاري ومسلم.

[106] رواه البخاري.

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست