responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

مكورة.. أو غيرها من الأشكال.. وكيف أنها تؤثر في سلامة الصورة التي تعرضها لك عن نفسك.

وهكذا؛ فإن كل الذين يقعون في تصورات خاطئة، أو أوهام كاذبة، لا يكون ذلك بسبب الحقائق كما هي في الواقع، وإنما بسبب مرائي قلوبهم التي وجهوها لغير الوجهة الصحيحة، أو وضعوها في غير المحل الصحيح، أو ملأوها بأصناف التشويهات التي حولت صور الحقائق إلى صور مملوءة بالقذارة.

وبذلك فإن النور الإلهي الموهوب لعباده يحتاج إلى وسائل لإدراكه، مثلما نحتاج إلى المراصد والمجاهر للتعرف على حقائق الكون؛ ولا يمكن أن تتوفر تلك المراصد والمجاهر للنفس من دون تزكيتها وتطهيرها.

ولهذا أخبر الله تعالى أن القرآن الكريم يتنزل نورا خالصا صافيا على المؤمنين؛ فيملؤهم بالإيمان والتقوى، في نفس الوقت الذي يتنزل فيه على من ملأوا نفوسهم بالران، وعقولهم بالأهواء، فيتحول إلى فتن وشبه تزيدهم ضلالا على ضلالهم، قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125]

وقال: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: 44]

وقد ضرب الله مثالا على ذلك بالماء الذي يتنزل على الأرض، لكن الوعاء المستقبل له هو الذي يحدد نوع النبات الذي ينبت به.. فالماء واحد، والثمار مختلفة.. قال تعالى: ﴿وَفِي

اسم الکتاب : مواهب النفس المرضية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست