responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99

الاذواق السامیه

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن تلك الأذواق السامية الرفيعة التي يذكر السالكون إلى الله، والتي تختلف باختلاف درجاتهم في التزكية، وعن علاقتها بالنفس المطمئنة، وكيفية تحققها بها.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن الله تعالى بلطفه ورحمته بعباده، يملأ قلوب قاصديه والصادقين معه بحلاوة يجدونها في قلوبهم، تدفعهم لمواصلة السير، وتهون عليهم عقبات التزكية.

ولذلك يسخرون من أولئك الذين يتصورون أن تطهير النفس من رذائلها، يحول بينها وبين سرورها وسعادتها، ذلك أن السعادة التي وضعها الله في طاعته، لا يمكن أن يوجد غيرها في أي محل من المحال.

وقد عبر رسول الله a عن ذلك، فقال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد رسولا) ([194])

وفي حديث آخر قال a: (ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى فى النار) ([195])

وقال الإمام الصادق مشيرا إلى الأثر الذي تحدثه معرفة الله تعالى في النفس: (من عرف الله تعالى صفا له العيش، وطابت له الحياة، وهابه كلّ شيء، وذهب عنه خوف


[194] مسلم (34)

[195] البخارى (1/14، رقم 16)، ومسلم (1/66، رقم 43)

اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست