اسم الکتاب : منازل النفس المطمئنة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 98
أشقاها، فخضّب هذه من هذا
ـ وأشار إلى لحيته ورأسه ـ عهدا معهودا ووعداً غير مكذوب)([192])
وروي أن قنبر غلام الإمام
علي كان يحبه حبا شديدا، فإذا خرج علي خرج على أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال:
يا قنبر ما لك؟.. فقال: جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين، قال: (ويحك.. أمن أهل
السماء تحرسني أو من أهل الأرض؟..فقال: لا، بل من أهل الأرض، فقال: (إنّ أهل الأرض
لا يستطيعون لي شيئا إلا بإذن الله من السماء فارجع)([193])
هذا جوابي على أسئلتك ـ
أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تطلب هذا المقام الرفيع من الإيمان؛ فإن ظفرت به
ظفرت بالإكسير الأحمر الذي يرفعك إلى أقصى الدرجات.. فابذل جهدك لتتحقق باليقين،
وترفع عن عين قلبك كل ألوان الغشاوة والريب، حتى تعيش الحقائق، ولا تكتفي بالعلم
بها، أو رؤيتها من بعيد...